جاء ذكر الزنجبيل THE GINGER في القران الكريم كشراب لاهل الجنة لقوله تعالى ((وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا)) سورة الإنسان الآية 17 ، والعرب تصف الزنجبيل بالطيب وهو مستطاب عندهم جدا .
يعتقد أن الموطن الأصلي للزنجبيل هو جنوب شرق أسيا في المناطق التي تسقط فيها أمطار غزيرة وتنتشر زراعتها في الصين والهند وجامايكا والعديد من الدول الإفريقية ، والنوع الجامايكي هو المستعمل تقليديا في عمل المستحضرات الصيدلانية ، وقد عرف الزنجبيل عن أطباء اليونان بأنه دواء عام النفع ومعرق ومقوي للقلب والمعدة يبعث الدفء في الجسم أيام الشتاء والبرد القارص.
الجزء المستعمل
نبات يصل طوله إلى حوالي المتر له رائحة عطرية خاصة ومذاق لاذع حريف اوراقة رمحيه خضراء والأزهار صفراء تقطف عندما تبدأ في الذبول وتقلع السيقان الأرضية وتوضع في أكوام وتفصل الجذور وتجفف وتغلى بالماء حتى تلين فتقشر وتكشط ثم تغلى في محلول سكري عده مرات وبعدها تحفظ للاستعمال وهو يتكاثر في السيقان المداده والجذور الأرضية .
وقد ورد ذكر الزنجبيل في القران الكريم في سورة الإنسان كما ذكرنا سابقا ، وقد عرفه العرب الأوائل في شبة الجزيرة العربية وتغنى به شعراء العرب في قصائدهم .فمن الجائز أن يكون الزنجبيل في خمر الجنة وجائز أن يكون مزاجها وجائز أن يكون اسما للعين التي يؤخذ منها الخمر واسمه السلسبيل أيضا .
كما جاء ذكر الزنجبيل في السنة النبوية فذكر ابو نعيم في كتباه الطب النبوي من حديث أبى سعيد الخضري رضي الله عنه قال(( أهدى ملك الروم إلى الرسول صلى الله وسلم جرة زنجبيل فأطعم كل إنسان قطعة وأطعمني قطعة)).
التركيب الكيمائي :
تحتوي الجذور على صموغ دهنية ونشا وزيت طيار تعطيه الرائحة العطرة التي يمتاز بها مكونا من الكامفين ولينالول وراتنج زيتي غير طيار هو الجنجرين المسؤول عن الطعم اللاذع لهذه النبتة.
الاستعمال الطبي :
مضاد للقيء والدوار حيث أظهرت إحدى الدراسات الحديثة في الولايات المتحدة فائدة تناول مسحوق الزنجبيل ضد حدوث القيء والغثيان المصاحب للحمل ANTI EMITIC وتفوقه على المستحضر الصيدلاني درامامين DIMENHYDRAMINفي الوقاية من الدوارSICKNESS MOTION الناشئ عن ركوب السفن أو الطائرات أو غيرها لذا يفيد حصول الأشخاص الحساسين للسفر جوا وبحرا بعضا منه قبل سفرهم للوقاية من حدوث أعراض الدوار .
طارد للغازات حيث تأكدت الفائدة العلاجية للزنجبيل في طرد غازات البطن CARMINATIVE لمحتواه من الزيت العطري بعد أن شاع قديما استعماله في هذا الغرض وذكر مشاهير أطباء المسلمين مثل ابن سينا وكتب الطب النبوي لابن قيم الجوزي ويباع الآن في الصيدليات بشكل حبوب وبجرعات طبية مدروسة كطارد لغازات المعدة والأمعاء .
منعش عطري حيث يفيد إضافة القليل من مسحوقه للأطباق مثل غيره من التوابل في زيادة الشهية للطعام ، كما واستخدمه الأطباء القدماء في تحضير العديد من المخاليط مع العسل وغيره لاعتقادهم بفائدته في تقوية القدرة الجنسية عند الجنسين ، ويعتبر الزنجبيل العنصر الأساسي في أكثر أنواع الكاري والمكسرات المنعشة .
يستعمل في الطب الحديث لتوسيع الأوعية الدموية وزيادة العرق والشعور بالدفء لذا يحبذ استعماله أيام البرد القارس خصوصا لمن يشكون سوء الدورة الدموية بالأطراف ( التثليج ) .
يخفف آلام المفاصل ، كما أن الزنجبيل يخفف آلام التهاب مفاصل العظام وذلك بتناول 5-10 غم من مسحوقه الجاف يوميا ولمدة 3 شهور حيث شعر جميع من تناول هذه الجرعة بتحسن في حركة المفاصل واختفاء الألم منها وقلة الانتفاخ واعتقد الباحثون الدانمركيون أن الزنجبيل قد يعمل على تثبيط عمل الهرمونات التي تزيد من شدة المرض والالتهاب في جسم الإنسان وهي سيكلوأكسجينيز وليبوأكسجينيز التي تكون هرمونات البروستاجلاندين وليكوكترنيز اللذان يزيدان شدة المرض والالتهاب .
إن تناول شراب الزنجبيل الحار من أول ظهور بوادر الرشح والأنفلونزا يساعد على التخفيف من احتقان الأنف والحلق ولهذه الغاية يحضر شراب الزنجبيل من ماء ساخن بدرجة الغليان مع ملعقة صغيرة من مبشور الزنجبيل الطازج مع عصير نصف ليمونة مع ملعقة صغيرة من العسل الأصلي يعمل غرغرة بهذا المزيج قبل شربه صباحا ومساء .
لا تتناولوا الزنجبيل في الحالات التالية :
الحمل والرضاعة حيث أن لهذا التابل خاصية مجهضة للحمل .
المعاناة من مرض مزمن في الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة أو الاثني عشر أو الارتداد المرئي أو تهيج القولون .
إذا كنت تعاني من مرض بهجت أو تقرحات الفم المزمنة .
لا تتناول الزنجبيل مع الأسبيرين أو أدوية مانعة التخثر للدم حيث أن لهذا التابل صفة تمييع الدم ومنع الخثرات .
مع أدوية ضغط الدم فهو قد يؤثر على ضغط الدم حيث انه يخفض ضغط الدم مبدئيا ثم يرفعه) .
أثناء الدورة الشهرية حيث قد يسبب النزيف وزيادة كمية الطمث.
ما من تأثيرات جيدة أو سيئة متوقعة في الجسم عند استخدام الزنجبيل بكميات صغيرة جدا لتحسين نكهة الطعام .
ملاحظات صحية هامة حول استخدام الزنجبيل :
لقد ظهر حديثا في تحليل الزنجبيل احتوائه على مادة راتنجية زيتية ثابتة غير طيارة تسمى جنجيرول وهذه المادة هي التي تعطي الزنجبيل الطعم اللاذع الذي يفضله صانعوا خلطات الكاري حيث يعتبر العنصر الأساسي في أكثر أنواع هذه الخلطات .
إن هذه المادة رغم كونها تتميز بخصائص مطهرة ومقوية إلا أنه وجد أن كثرة استعمالها خصوصا في الدول الآسيوية ( الهند والباكستان ) قد يؤدي لظهور أو تعجيل ظهور بعض الأورام الخبيثة وخصوصا في منطقة البلعوم والمريء ، لذلك يفضل عدم استعمال الزنجبيل لفترة طويلة ولمداواة الأمراض المستعصية مثل الضغط والكوليسترول كما يفضل ألا تزيد الجرعة اليومية عن 4 غم من مسحوق الزنجبيل .